[font=Comic Sans Ms]النميمة
لا يزال نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط وإيقاد نيران الحقد والعداوة بين الناس ، وقد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عز وجل : ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم
وعن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط - بستان - من حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يعذبان وما يعذبان في كبير ، ثم قال بلى [ وفي روايه : وإنه لكبير] كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة
ومن الصور السيئة لهذا العمل تخريب الزوج على زوجته والعكس ، وهو السعي في إفساد العلاقة بينهما ، وكذلك قيام بعض الموظفين في نقل كلام الآخرين للمدير أو المسؤول في نوع من الوشاية للإيقاع وإلحاق الضرر ، وهذا كله من المحرمات.
وعن الغيبة والنميمة هنا بعض الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله
السؤال: جماعة فاكهة مجالسهم الغيبة والنميمة ولعب الورقة وغيرها،
السؤال: هل تجوز مجالستهم مع العلم أنهم جماعتي وتربطني بأكثرهم علاقة أخوية ونسب وصداقة وغيرها؟ الجواب: هؤلاء الجماعة الذين فاكهة مجالسهم أكل لحوم إخوانهم ميتين هؤلاء في الحقيقة سفهاء لأن الله يقول في القرآن: [ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ] [ سورة الحجرات، الآية: 12] فهؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس والعياذ بالله في مجالسهم قد فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب، الواجب عليك نصيحتهم؛ فإن امتثلوا وتركوا ما هم فيه فذاك وإلا يجب عليك أن تقوم عنهم؛ لقوله تعالى: [ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ][سورة النساء، الآية: 140 ] فلما جعل القاعدين مع هؤلاء الذين يسمعون آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها جعلهم في حكمهم، مع أن هذا أمر عظيم يخرج من الملة، فإن من شارك العصاة فيما دون ذلك مثل هؤلاء الذين شاركوا هؤلاء العصاة الذين كفروا بآيات الله واستهزؤوا بها فيكون الجالس في مكان الغيبة كالمغتاب في الإثم، فعليك أن تفارق مجالسهم، وأن لا تجلس معهم، وكونك تربطك بهم رابطة قوية هذا لا ينفعك يوم القيامة، ولا ينفعك إذا انفردت في قبرك، فعما قريب سوف تفارقهم أو يفارقونك، ثم ينفرد كل منكم بما عمل وقد قال الله - سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: [ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ] [ سورة الزخرف، الآية: 67] . (7)
السؤال: رجل أراد أن يكلف أحد الناس بعمل من الأعمال، وأنا أعرف أن هذا الشخص لا يصلح لهذا العمل لعدم أهليته من عدة نواح، فهل يجوز لي أن أخبر ذلك الرجل عن بعض عيوب ذلك الشخص، وهل يعتبر ذلك غيبة؟ الجواب: إذا كان المقصود النصيحة فليس بغيبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم(( الدين النصيحة ))، قيل: لمن يا رسول الله قال: (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) ( ، وفي الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. (9) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وبالله التوفيق. (10) [/font]