عقيل بن أبي طالب الهاشمي ثانى افرع الاشراف
مقدمة
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان أسن بني أبي طالب بعد طالب ولا بقية له وأمه أيضا فاطمة بنت أسد بن هاشم وكان أسن من عقيل بعشر سنين وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وكان جعفر أسن من علي بعشر سنين فعلي كان أصغرهم سنا وأولهم إسلام.
وكان أكبر من علي بعشرين سنة وعاش بعده مدة وكان علاَّمة بالنسب وأيام العرب..
حاله في الجاهلية:
عن ابن عباس قال: كان في قريش أربعة يتحاكم إليهم ويوقف عند قولهم يعني في علم النسب: عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل الزهري وأبو جهم بن حذيفة العدوي وحويطب بن عبد العزى العامري.
"قال: حدثنا عبيد بن أوس مقرن من بني ظفر قال لما كان يوم بدر أسرت العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وحليفا للعباس فهريا فقرنت العباس وعقيلا فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم سماني مقرنا وقال "أعانك عليهما ملك كريم".
قالوا وكان عقيل بن أبي طالب فيمن أخرج من بني هاشم كرها مع المشركين إلى بدر فشهدها وأسر يومئذ وكان لا مال له ففداه العباس بن عبد المطلب."
أولاده وأزواجه:
وكان لعقيل بن أبي طالب من الولد يزيد وبه كان يكنى وسعيد وأمهما أم سعيد بنت عمرو بن يزيد بن مدلج من بني عامر بن صعصعة وجعفر الأكبر وأبو سعيد الأحول وهو اسمه وأمهما أم البنين بنت الثغر وهو عمرو بن الهصار بن كعب بن عامر بن عب بن أبي بكر وهو عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وأم الثغر أسماء بنت سفيان أخت الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسلم بن عقيل وهو الذي بعثه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام من مكة يبايع له الناس فنزل بالكوفة على هانئ بن عروة المرادي فأخذ عبيد الله بن زياد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة فقتلهما جميعا وصلبهما فلذلك قول الشاعر...
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري... إلى هانئ في السوق وابن عقيل
ترى جسدا قد غير الموت لونه... ونضح دم قد سأل كل مسيل
وعبد الله بن عقيل وعبد الرحمن وعبد الله الأصغر وأمهم خليلة أم ولد وعلي لا بقية له وأمه أم ولد وجعفر الأصغر وحمزة وعثمان لأمهات أولاد ومحمد ورملة وأمهما أم ولد وأم هانئ وأسماء وفاطمة وأم القاسم وزينب وأم النعمان لأمهات أولاد شتى.
عمره عند الإسلام:
كان _ رضي الله عنه _ يبلغ من العمر عندما أسلم اثنين وخمسين سنة، حيث أنه ولد قبل الهجرة_ كما سبق أن أشرتُ_ بأربع وأربعين سنة، وأسلم سنة ثمان من الهجرة.
قصة إسلامه ومن الذي دعاه إلى الإسلام:
وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل: " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم " نزلت في الأسارى يوم بدر ومنهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب
وقال عقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من قتلت من أشرافهن أثخن فيهم! فقال: قتل أبو جهل فقال: " الآن صفا لك الوادي "
وقال له عقيل: إنه لم يبق من أهل بيتك أحد إلا وقد أسلم قال: " فقل لهم فليلحقوا بي فلما أتاهم عقيل بهذه المقالة خرجوا....وذكر أن العباس ونوفلا وعقيلا رجعوا إلى مكة أمروا بذلك ليقيموا ما كانوا يقيمون من أمر السقاية والرفادة يعني والرياسة وذلك بعد موت أبي لهب وكانت السقاية والرفادة والرياسة في الجاهلية في بني هاشم ثم هاجروا بعد إلى المدينة فقدموها بأهاليهم وأولادهم.
وكان عقيل فيمن أخرج من بني هاشم كرها مع المشركين إلى بدر فشهدها وأسر يومئذ وكان لا مال له ففداه العباس بن عبد المطلب ورجع عقيل إلى مكة فلم يزل بها حتى خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مهاجرا في أول سنة ثمان وعقيل بن أبي طالب ممن أسلم وحسن إسلامه أسلم عام الحديبية
وكان إسلامه قبل يوم مؤتة فيما ذكر بعض أهل العلم..
هجرته:
هاجر في أول سنة ثمان ثم عرض له مرض بعد شهوده غزوة مؤتة فلم نسمع له بذكر في الفتح ولا ما بعدها...
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل بن أبي طالب "يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك"
وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعطي لكل نبي سبعة رفقاء نجباء وأعطيت أنا أربعة عشر " فذكر منهم عقيلا.
أهم ملامح شخصيته
الثبات:
عن حسين بن علي قال كان ممن ثبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد.
الورع والزهد:
عن زيد بن أسلم أن عقيل بن أبي طالب دخل على امرأته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وسيفه متلطخ بالدماء فقالت: قد عرفت أنك قاتلت فما أصبت من غنائم المشركين؟ فقال: دونك هذه الإبرة فخيطي بها ثيابك ودفعها إليها فسمع منادي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أصاب شيئا فليرده وإن كان إبرة فرجع عقيل إلى امرأته فقال: ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت عنك فأخذ عقيل الإبرة فألقاها في الغنائم.
وكان مما يميزه أيضاً القوة البدنية
عمّر عقيل طويلاً، وكان قوي الجسم شديد البنية، شوهد مرّة، وهو شيخ كبير يحمل دلو ماء كبيراً.
قرآن نزل في شأنه:
وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل: " يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم " نزلت في الأسارى يوم بدر ومنهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى أن رسول الله أتى بسبعين أسيرا فيهم العباس وعقيل بن أبي طالب فاستشار فيهم فقال أبو بكر قومك وأهلك استبقهم لعل الله يتوب عليهم وخذ منهم فدية تقوى أصحابك وقال عمر اضرب أعناقهم فإنهم أئمة الكفر والله أغناك عن الفداء مكن عليا من عقيل وحمزة من العباس ومكني من فلان نسيب له فلنضرب أعناقهم فقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين وإن الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا عمر مثل نوح قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديار فخير أصحابه فأخذوا الفداء فنزلت فدخل عمر رضي الله عنه على رسول الله فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال يا رسول الله أخبرني فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت فقال أبكي على أصحابك في أخذهم الفداء ولقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة منه.
وعن جابر بن عبد الله قال: بارز عقيل بن أبي طالب رجلا يوم مؤتة فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه وسلبه رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.
عن حسين بن علي قال كان ممن ثبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد
تابع